في بعض الأحيان تمر المرأة بعد عمر طويل من الزواج بحالة الطلاق، وهذا قد يكون بإختيارها أو يكون أمراً خارجاً عن إرادتها، وفي هذه الحالة تجد المرأة نفسها في وضع شديد الصعوبة فهي تكون في أمسّ الإحتياج إلى العاطفة والإحتواء الوجداني والنفسي، وقد تشعر بأنها في وسط بحر من القلق والتحير والتردد.
وبمرور الأيام تبدأ المرأة في إدراك مدى قسوة الحياة وصعوبتها في ظل عدم وجود الرفيق الآخر الذي إعتادت المرأة على أنه يشاركها عمرها منذ سنوات طويلة، وفي ظل تزايد الإحساس بالوحدة والرهبة من المستقبل والشعور بتجاهل الآخرين وتوارد الأحزان والذكريات سواء كانت مؤلمة أو سعيدة، تشعرين بأن إحتياجك العاطفي يصل إلى أقصى حد يفوق التخيل.
يجب عليك أن تعلمي أن عدم وصول رحلة زواجك إلى الغاية الطبيعية التي عشت سنين تتوقعينها لا يجب أن يكون بسبب ما صدر عنك من تصرفات وسلوكيات أو أخطاء، وإعلمي أن فشل الزواج لابد أنه يكون مرتبطاً بالطرفين معاً ولا يمكن تحمل هذه النتيجة على طرف واحد.
خذي وقتك في مراجعة هذه العلاقة الزوجية لإستكشاف الأسباب الحقيقية التي ربما تكون السبب الفعلي وراء إنهيار هذه العلاقة بعد سنوات طويلة من العشرة، وهذا التفكير والمراجعة يساعدانك في تقليل حجم أثر الإنفصال النفسي عليك.
لا تصدقي أنك أصبحت وحيدة، فصحيح أن هذا الإنسان كان الأقرب لك طوال سنوات عديدة وهو الشخص الذي تصورت أن حياتك ستكتمل معه حتى نهايتها، إلا أنك بعد الإنفصال لابد أن تتذكري حقيقة أن هذا الإنسان بالتأكيد لم يكن الشخص الوحيد الذي يهتم لأمرك ويكترث لحالك.
من سمات العلاقات الزوجية أن تجعل الإنسان يعيد صياغة علاقاته الإجتماعية وفق وضعه المرتبط بالزوج، ومن هنا فإن الزواج كلما مر عليه زمن طويل كلما حرم القلب من إحتمال أن تكون له دوائر إجتماعية متعددة، لكن المرأة بقليل من التفكير المتأني ستدرك أنها حتى طوال حياتها الزوجية كانت تمر بها علاقات معينة وشخصيات محددة تتسم بالتقارب العاطفي والروحي والوجداني معها، وفي حالة حدوث الإنفصال يكون من المهم إستعادة خيوط العلاقات مع هذه الشخصيات بأسلوب لطيف.
إبحثي عن صديقاتك ومعارفك القادمى ولا تشعري بالخجل من فكرة إعادة التواصل معهن من جديد، فربما كانت إحداهن تتمنى بالفعل وجودك في حياتها وتحتاج إليك بشكل حقيقي.
لا تنسي أهمية تعزيز صلاتك بأفراد عائلتك، فبصرف النظر عن تقدم في العمر وبصرف النظر عن الفترات الطويلة التي ربما غبت فيها عن تفقد أفراد عائلتك ستظلين دوماً تجدين الترحيب والمودة والحنان في تواصلك مع منزل والدك ووالدتك وإخوتك وتشعرين بالدفء في القرب منهم.
من المهم أن تتذكري سمات شخصيتك الأساسية قبل الزواج فمما لا شك فيه أنك كنت تتمتعين بالعديد من الهوايات والممارسات والأنشطة، لأن إستعادتك لهذا الأمر سيساعدك على أن تعتبري مرحلة الزواج التي إنتهت مجرد مرحلة وإنتهت حتى لو إستغرقت وقتاً طويلاً من حياتك.
المصدر: موقع رسالة المرأة.